في حلقتها الثانية "ديوانية كرزكانـ.ـكم" تلتقي أهالي معتقلي القرية

أجسادٌ  نحيفة  وجوه ٌ  شاحبة  وأعينٌ  حمراء

من فعل بأبنائنا كل هذا؟!

 

خاص - كرزكانـ . ـكمـ

الحاج مكي منصور والد المعتقل محمد:
- قال: "قبل الحادثة كنت جالساً مع عدد من الأصدقاء على أعتاب إحدى الديوانيات، تلقينا حوالي الساعة التاسعة مساءً خبر إغلاق منافذ القرية جنوباً وشمالاً من أحد الأفراد الذين حاولوا الخروج من القرية ولم يستطيعوا. في البداية لم نعطٍ الحدث أهمية إلا بعد أن انتشر خبر مقتل الشرطي بعد الساعة التاسعة والنصف، فقمت مع المتواجدين معي من الآباء بالاتصال بأبنائنا لإخبارهم بالأمر وجعلهم يعودون إلى بيوتنا خشية عليهم من أي "تمشيط" أو اعتقالات عشوائية".
- أضاف: "وبالفعل اتصلت بابني محمد وطمأنني أنه في النادي وللتو قد أنهى تدريبه (حيث أن محمد لاعب معروف في فريق كرة اليد بنادي التضامن) وأنهم مجتمعون على العشاء بعد أن أمر لهم رئيس المركز منصور الفردان بعشاء من كفتيريا المركز، فطلبت منه العودة إلى المنزل مباشرة، وبالفعل جاء برفقة عدد من اللاعبين إلى قرب السوق (مقابل معجنات الفران) ونزل بثياب النادي وذهب إلى البيت". بعدها ذهبت إلى المنزل وسألت أم علي (أمه) عن أبنائي واحداً واحداً فقالت أن علي وحسين في العمل، أما محمد فهو يسبح في الحمام، وجعفر موجود في غرفته، فجلست في المنزل وأقفلت الباب".
- أكمل مكي منصور حديثه: "كنا نشعر بأن هذا الحدث الخطير قد يصاحبه "تمشيط" واعتقالات عشوائية للبيوت في القرية أو الحيّ، فنمت في الصالة، وحوالي الساعة 2:20 فجراً أوقضتني أم علي على صوت الضرب العنيف على باب المنزل، فذهبت وبمجرد أن فتحت الباب هجموا بقوة وحصروني بالجدار... قالوا لي عبارة واحدة فقط: "أين محمد"؟ فقلت إنه في غرفته في الأعلى، فسبقوني إليها وضربوا عليه الغرفة فلم يفتح لهم الباب في البداية، فأمرني أحد الملثمين (المليشيات) بأن أطلب منه فتح الباب ففعلت، وما إن فتح الباب حتى حملوه وجرّوه على السلّم (الدرج) أمام والدته وضربوه في الخارج".
- وقال: "كان في المنزل حينها اثنين من الملثمين وعدد من المخابرات وحوالي 20 من قوات مكافحة الشغب، قلت لهم أن يدعوا محمد يلبس ملابس للخروج معهم فرفضوا. كانت أمه تقول لهم دعوا ابني لقد كان الليلة في النادي للتدريب، فرد عليها أحدهم أننا لم نأتِ له بسبب ما حدث الليلة بل بسبب قضية أخرى وكلها ثلاث ساعات سنحقق معه ونرجعه! وبعد أن أخذوا محمد ورحلوا رجعوا بعد حوالي 20 دقيقة ليضربوا الباب بعنف مرة أخرى فخرجت لهم فقالوا إنهم يريدون بطاقته، فقلت إن محمد كبير وهو مستقل وبطاقته عنده فهددني بالهجوم على المنزل وتفتيش كل ما فيه، فذهبنا إلى غرفته وبحثنا عن البطافة فوجدنا الجواز وأعطيناهم إياه".
- وحول زيارة ابنه قال الحاج مكي منصور: "لم أذهب له في الزيارة الأولى التي كانت بتاريخ 3/5/2008 حيث كنت في الكويت لحضور حفل تخرج ابنتي، فذهبت والدته وأخوه حسين له، ونقلوا أن عيونه كانت حمراء وكان نحيفاً وهناك آثار سوداء على أجزاء من وجهه، وكان يلبس فانيلة بكم طويل. كانت المقابلة تحت رقابة مشددة ووراء حاجز... إننا نخشى أن يكون قد تعرض للتعذيب والضرب وأجبروه على توقيع اعتراف". أما في زيارة اليوم (الاثنين 19/5/2008): "فقد ذهبت له مع العائلة وكانت نفسيته مرتفعة وكان يضحك ويمزح كعادته، إلا أنني لاحظت عليه التعب والإرهاق الشديدين، وكانت أمه تبكي وهو يقول "ابحثوا لي عن خطيبة!"... وقال لنا "أنا مظلوم... كنت في النادي وقت الحادثة... قولوا لمنصور الفردان (رئيس المركز الذي أمر لهم بالعشاء وقتها) أن لا يتخلى عني"، وطلب منا أن نحضر له بعض الكتب، وقال أنه يعلم بأن المحاكمة ستكون تاريخ 2 يونيو المقبل.

 

 

 العودة لصفحة التقرير الرئيسية

قسم الفيديو |  منتدى شواطئ كرزكان  |  مجلة أخبار القرية | معرض الصور كنزكان في التاريخ | المستندات الإدارية