:: الصفحة الرئيسية :: شواطئ كرزكان :: مجلة أخبار القرية :: فيديو كرزكانـ.ـكمـ ::

 


ديوانية كرزكانـ . ـكمـ النسائية
تلتقي الأستاذة رملة عبد الحميد
 

 

إعداد - حليمة كنة
تحرير - حورية السيد عباس، فاطمة المعلم


في عرسها الانتخابي البهيج لشورى جمعية الوفاق بخيمةٍ على إحدى بقاع سار التابعة للمأتم، و على أنغام النشيد الوطني الحماسي الذي يردد

حتى لا يضيع الدم

والثارات لا تمضي ولاتعدم

نوصي الشعب بالعلماء

نوصي الشعب بالعلماء

فاعتصموا بحبل الله

حتى لا يضيع الدم

 وبين الجماهير الغفيرة من أعضاء الجمعية التي توافدت زرافات زرافات من أجل التصويت و أداء الأمانة ، كان لنا لقاءً خاطفاً   مع المرشحة النسائية الوحيدة، الناشطة المتألقة الأستاذة  رملة عبد الحميد التي تركت بصمةً واضحة في معترك الحياة السياسية و الاجتماعية و الدينية، حائزة على عدة شهادات علمية تؤهلها للولوج بقوة إلى عالم السياسة من أوسع أبوابه.. و قد حظيت بجدارة على المركز الثالث بـ (613) صوت في الانتخابات النصفية الأخيرة لشورى الوفاق التي أُقيمت في سار يوم السبت 31/5/2008م.     

فكان لنا شرف هذا اللقاء الأخوي الثري مع  هذه المرأة الرسالية المثقفة التي برز  نجم نشاطها التطوعي و الاجتماعي و السياسي  من نعومة أظافرها، لتسلك درباً هادفاً  في المعترك السياسي.


 

المحور الأول: التعريف بالضيف

 

كرزكانـ . ـكم:  أ.  من هي رملة عبد الحميد ؟

- رملة عبد الحميد حسن

- حائزة على عدة شهادات: بكالوريوس تاريخ / جامعة الملك سعود، دبلوم تربية / جامعة البحرين، ماجستير تاريخ / جامعة الكويت 2006م والآن أدرس دبلوم عالي / تنمية سياسية في معهد البحرين للتنمية السياسية. 

- معلمة أولى في مدرسة جد حفص الثانوية للبنات لقسم المواد الاجتماعية و الإنسانية.

- عضو في اللجنة السياسية سابقاً، أشغل حالياً رئيس دائرة شؤون المرأة في الوفاق.

 - كاتبة في جريدة الوسط.

 - لدي أنشطة على مستوى القرية "مشروع الألف امرأة" لبناء مركز الحوراء عليها السلام ، و المشروع في صدد البناء و يتكفل بإقامة مهرجانات لتعزيز مراكز التعليم الديني و الثقافي للمرأة و الطفل من خلال جمع الأموال.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  و ما هي أهم مسئولياتكِ كرئيسة لدائرة شئون المرأة بجمعية الوفاق؟؟

الارتقاء بالوعي الفكري و السياسي من منظور ديني بالنسبة للتيار الإسلامي في البحرين.

العمل على انخراط  المرأة في العمل السياسي في الوفاق، كوننا نرى عزوف المرأة عن العمل السياسي و الذي لا يقتصر فقط على الترشيح و خوض الانتخابات و إنما يعني المشاركة في وضع البرامج و المتابعة، و محاولة أن يكون للمرأة دور مؤثر في صنع القرار، و أن لا تكون المرأة الإسلامية مغيّبة أو ناقصة،اذ انها تمتلك القدرة و لكن تنقصها بالدرجة الأولى الثقة و روح المبادرة،  و تعيقها بعض المعوقات الأجتماعية.

  

 

كرزكانـ . ـكم:  منذ متى بدأت في الانخراط في العمل التطوعي؟ وكيف كانت بدايتك؟

انخرطتُ في العمل التطوعي منذ صعري، حين كنتُ في المرحلة الإعدادية، و قد تربيت في عائلة نشيطة لها باع في العمل التطوعي.

اذ  كنتُ أذهب للمأتم بالصيف للمشاركة بالاحتفالات و الانضمام للمجموعات على حسب العمل الموجود.  

و على مستوى المدرسة كنتُ أشارك أيضاً بالأنشطة الرياضية، و في عضوية الزهرات في المرحلة الابتدائية، و أنشطة الإذاعة المدرسية،  و كل ما يعزّز روح القيادة و يربي الفرد على الاهتمام بالعمل الذي يساند وظيفته الأساسية. 

 

 

كرزكانـ . ـكم: ما هو أول انضمام رسمي لمؤسسةٍ تطوعية بحيث تقلّدتِ منصباً؟

العمل الاجتماعي في صندوق الدير و كنتُ أحد المؤسسين وكنتُ حينها بالجامعة.

 

 

كرزكانـ . ـكم: هل كنتم من المؤسسين الواضعين للرؤيا و التصورات؟  

لم أكن بهذه الصورة و لكنهم أرادوا جانب نسائي فكنت معهم.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  حتى انخرط في عملٍ ما،  كيف أؤمن بقدراتي من أني أستطيع أن اقدم شيئاً معيناً؟

مشكلتنا، أننا دائماً نتخوف من الأقدام، وعادة ما نضع تصور أن مثل هذا الأمر فوق طاقتنا أو أنني أصغر من ذلك.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  من واقع التجربة، أرى أن المرء عندما ينزل لميدان العمل، وخصوصا في العمل التطوعي، يتعرض للكثير من المعوقات والعقبات، فإذا كانت إمكانياته وإستعداده 100% ، بالكاد يستطيع أن ينجز 70%، مما هو متوقع او مطلوب، فما بالك إذا كانت الأمكانيات متواضعة والخبرة والثقة قليلة نتيجة حداثة التجربة؟

طبعاً كل هذا يعتمد على الكفاءة والميول، وأنا لا أنصح أي شخص أن يضع رجليه في مكان لا يتناسب مع قدراته.  ولسنا من الذين يقبلون بأنخراط المرأة فقط لكونها امرأة او كواجهة فقط، فإذا لم تجد المرأة لديها الكفاءة عليها ان تبحث عن مجال آخر سواء أكان الجانب اجتماعي أو فني اسلامي أو ما شابه.  

المشكلة ان المرء بشكل عام دائماً لديه "بعبع"، أو تصور مخيف  عن هذا العمل، و لكنه عادي وطبيعي وبإمكان أي احد الانخراط فيه حسب تخصصه او كفاءته.      

 

 

المحور الثاني : النهوض بالمرأة

 

كرزكانـ . ـكم:  تترأسين دائرة شئون المرأة بجمعية الوفاق . . ماهي أهم إنجازات الجمعية لتعزيز دور المرأة في كافة ميادين الحياة . .

أهم انجاز أعتز بعمله هو انعقاد المؤتمر " مؤتمر الوفاق الأول للمرأة" والذي عُقد في صالة فندق  الريفيرا   بالسهلة، بحضور حوالي 200 شخصية نسائية ناشطة من جميع التيارات، وقد تمكنا من جمعهم في مكان واحد، وأستطعنا عرض رؤيتنا الإسلامية، رؤيتنا كجمعية الوفاق تجاه بعض القضايا مثل الكوتا و الأحكام الأسرية و قضية دخول المرأة في الجانب السياسي من ناحية الشرع،  المعوقات الموجودة، التاريخ السياسي للمرأة العربية و البحرينية، و تكلمنا عن  القوانين المحلية للمرأة العاملة خاصة في القطاع الخاص.

فكان المؤتمر عبارة عن طرح رؤى و مناقشة، حيث قدمنا حوالي ست أوراق عمل، و قد كان هذا المؤتمر الأول، و حضرته نخبة من النساء، وقد كان الهدف منه أن نخرج بالخطاب النسائي الإسلامي إلى العلن و الساحة العامة، فنحن نمتلك الكثير.  

وقد قمنا بدعوة التيارات الأخرى كنوع من الصلة بيننا و بينهن. ومن وجهة نظرنا ان التعارف والترابط هي أول قاعدة حاولنا التأسيس لها بين مختلف التيارات، و قد كان هناك حضور من جمعية وعد، من جمعية الشورى (محسوبة على المذهب السني) و أيضاً الجمعيات و الصناديق الخيرية البحرينية التي دعوناها فحضر ما يقارب 200 شخص فما فوق، فأشعر أن هذا المؤتمر أكبر بصمة.

   

كرزكانـ . ـكم: هل لمستم نتائج بعد انقضاء المؤتمر؟

طبعاً،  كتبت الصحافة تقريباً أربع مقالات بشأن المؤتمر، فقد خلق نوعاً من الحديث سواء كان سلبي أو إيجابي و حرّك المياه الراكدة حول دور المرأة الوفاقية في جمعية الوفاق، و خاصةً أنها مرمى إلى كثير من الدعايات، ككونها مهمّشة، أو مُقصاة أو ليس لها دور في صنع القرار داخل الجمعية، فمن هنا بدأنا نوعاً ما بالحديث إلى العلن.    

 

 

كرزكانـ . ـكم: و ما هي أهم الاستراتيجيات التي تسير عليها الجمعية لتحقيق ذلك؟ أم تنتظرون ما تحتاجه الساحة من متطلبات؟ 

خطتنا تسير وفقاً على أهداف الوفاق، كما قلت في البداية الوعي السياسي، تمكين المرأة سياسياً، الانخراط في المجتمع، بناء صلة و قواعد بيننا و بين نساء من تيارات أخرى، التي نحرص على حضور  مؤتمراتهن و ندواتهن حتى ندافع عن وجهة نظرنا، ونخلق نوع من الصلة بيننا و بينهم، و هذا نجحنا فيه إلى حدٍ ما و كونا علاقات مع بعضنا البعض مع الاتحاد النسائي و مع الجمعيات.   

 

 

كرزكانـ . ـكم:  منذ يومين قرأنا مانشرته الصحف بشأن الإجتماع النسائي في مجلس الجمري و تابعنا وجودكم.

حضرت و تكلمت و في اليوم التالي أصدرت مقالة كتبتها أمس في جريدة الوفاق " هل نساءنا بخير؟ ". فتكلمت و كان حديثاً محضاً عن تمكين النساء، والتطرق إلى الجانب الإسلامي.

 

 

كرزكانـ . ـكم: ما هو انطباع الزائرة " نائبة رئيس الحزب الوطني الأمريكي، عن المرأة البحرينية ودورها الحالي؟

بحكم ان الجلسة كانت قصيرة لم تتح لنا فرصة كافية للحديث، ولكن بشكل عام لديها إنطباع جيد عن المرأة البحرينية وهي تعتقد أنها تمتلك الكثير و لديها رؤية و محاولة و هي متوزعة في  جميع الاتجاهات

 

 

كرزكانـ . ـكم: ماهو الهدف من هذه الجلسة؟

جاءت هذه النائبة للتوعية و الاختلاط و نقل التجربة الأمريكية إلى التجربة البحرينية و إلى المهتمات بالشأن النسائي في البحرين.

 

 

 

كرزكانـ . ـكم: تابعنا رأيك بشأن تمكين المرأة والكوتا، وقد كان رأيا مغايرا لرأي الأكثرية الحاضرات. 

نعم، تكلمتُ عن النظرة الإسلامية، نظرتنا ليس نظرة امرأة أو رجل، بل نظرة الحق الإنساني و نحن ندافع عن الحق سواء أكان لرجل أو امرأة. وقد تكون  هذه المرحلة تتطلب امرأة و قد تتطلب رجل، و بالنسبة لنا فالعملية تكليف و ليس تشريف. من يُكلّف بهذه المهمة و هو حقاً إنسان ندافع عنه جميعاً، و  ليس هدفنا تمكين المرأة لمجرد أنها امرأة، وهي بالمناسبة ليست عملية كراسي، بل عملية لعب أدوار، من وجهة نظري انه بأمكاننا أن نلعب أي دور كمساندة في وضع برنامج، أو في الدفع بآلية و تقديم الاقتراحات، و ليس بالضرورة أن نكون بالواجهة، بل حتى هناك رجال ممن ليسوا  بالواجهة، أنا أعمل و أنخرط و أتقدم و لكن لا أعمل من أجل الكرسي.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  أين هي دائرة شئون المرأة بجمعية الوفاق عن المرأة في القرى ومناطق التيار؟ هل تعيش المرأة في الوفاق نخبوية متعالية عن الناس؟ كيف نشكو من قلة العاملات ونحن لا نتواصل مع بنات ونساء التيار؟ وكيف نشكو من ضبابية الوعي عند بعض الأوساط النسائية حول الوفاق ونحن لا نتواصل معهن؟

صحيح، أين نحن؟ نحن ركزنا على أنه إذا أراد أحداً أن يبدأ في اي عمل، عليه ان لا يبدأ من الأعلى،  نحن بدأنا بجمع النخبة من النساء الراغبات والمنخرطات في العمل التطوعي حتى نستطيع ان نبني قاعدة،  ومن ثم ستكون هذه النساء هن المسئولات عن طرح وتوصيل الرسالة المطلوبة.  

لي سنتين منذ ان أنهيت الدراسات العليا وانضممت إلى الجمعية  عام  2004م و مباشرة دخلتُ على عضوية اللجنة السياسية في الدائرة، و قد مسكتُ لجنة شؤون المرأة في عام 2006م، و سأخرج منها عام 2008م. و لا أنسب شيء إلى نفسي فقد عملت خلال هاتين السنتين مع الجميع و كنا قد وضعنا خطة تقوم على أساس الأنتقال بأنشطتنا من داخل الجمعية إلى الخارج، وقد بدأنا حينها بأقامة ندوة عن العمل التطوعي في المالكية، و قد حرصنا على استغلال فترات الاحتفالات للنزول للميدان، بحكم ان الحضور في الأحتفالات عادة مايكون كبيرا، ومن خلاله نستطيع ان نحفز وندعو النساء للأنضمام، هذه خطتنا التي وضعتها في المرحلة القادمة ، و إن لم أكن موجودة فهناك من يقوم بذلك..

ثانياً، ليس بالضرورة ان نكون حاضرات في مكان معين بل نستطيع التواجد من خلال الكتابة، بحمل هذا الهم و الكتابة عن المرأة و تمثيل نموذج المرأة، فلدي بعض المقالات التي تنقل بعض قضايا المرأة القروية.

و أيضاً كنا قد شاركنا في الحملات الانتخابية و انتقلنا لمختلف المقرات، فقد تواجدت شخصيا في المنامة، كرزكان و في منطقتنا، هذا إلى جانب الأخوات اللاتي نزلن في الساحة فترة الانتخابات.

وهناك كلمة لا بد من قولها وهي أن العدد قليل و العمل شائك و كبير و الانشغالات كثيرة مما لا يدعنا نتواجد بكثرة  في القرى المجاورة.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  من ستخلفين مكانكِ  في الدائرة؟

الأخوات فيهن البركة..  وهذا الكلام سابق لأوانه . . ويعتمد على نتيجة الأنتخابات اليوم، ولا أدري ان كنت سأفوز ام لا . ، سنرى ذلك لاحقاً.

 

 

 

كرزكانـ . ـكم:  ماذا عن لجنة العمل النسائي الإسلامي المشترك؟ التي تضم عشرات الممثلات عن المؤسسات الخيرية والدينية والسياسية في التيار؟ هل اختفت أم هي مؤقتة أم هناك عوائق تقف ضد تقدمها وتطورها؟

العمل الإسلامي المشترك تابع للجنة التنسيقية و تكون ممثلة من المآتم النسائية والجمعيات الأخرى كالمستقبل، جمعية التوعية الأسلامية و المجلس العلمائي  ومن  الوفاق..

وهي بشكل عام تشترك في وضع الرؤى والتصورات، فمثلاً هناك اتصال بيننا و بين جمعية المستقبل النسائية من خلال الأخت "بشرى الهندي" ، وحاليا تقوم اللجنة النسائية بالمجلس العلمائي بالأعداد لمؤتمر، و أنا و نائبتي نشارك معهم للمساهمة في هذا المؤتمر و أوراق العمل.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  هناك من يقول بأن مثل هذه اللقاءات ترفيّة ..

كلا بالطبع، فمثلاً لقاءاتنا الحالية التي نجريها مع اللجنة النسائية بالمجلس العلمائي هي عملية تخطيط للمؤتمر القادم، وعادة ماتعقد هذه الأجتماعات لتبادل الأفكار والخبرات والتنسيق فيما بيننا،  هذا التواصل فيما بين الفرقاء اصبح ضرورة لا ترف ونحن بحاجة ماسة لذلك. 

  

 

كرزكانـ . ـكم:  ما رأيك بوضع المرأة بالبحرين بشكل عام؟

بشكل عام وضع المرأة جيد، والساحة الآن مهيئة لالتقاط المناسب، و هذا لا يعني أنه ليس هناك معوقات بل ان الوضع الآن أفضل من الفترة الماضية.  علما بأن على المرأة ان تثبت نفسها بشكل مضاعف اكثر من الرجل، وعادة لاتمنح المرأة الثقة من قبل الرجل أو من قبل المجتمع بشكل عام الإ اذا استطاعت ان تتفوق على اقرانها الرجال والنساء بشكل ملفت ومتميز.

  

 

كرزكانـ . ـكم:  إذا تكلمنا عن وضع المرأة العادية في البحرين، هل تعتقدين أنها في طور الأرتقاء؟ وما هو أكثر شيء تعاني منه و  تحتاج للخروج منه بغض النظر عن الناشطات في البحرين؟

المشكلة الأولى للمرأة في البحرين هي مشكلة ثقة، المرأة هي التي عادة تعجز عن إبراز قدرتها و لكن بشكل عام وعلى المستوى الأسري، اراها تمتلك إرادة و تمتلك قوة.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  هناك من النساء من تعاني الأمرّين بل حتى من أقرب المقربين لها من زوج أو أخ..

نعم، هناك فئة تعاني و لكن أنا لا  أستطيع أن اقول انها تمثل  نسبة 50%، بل في تصوري انها لا تزيد عن  25-30% . أي أن النسبة الأكبر هي التي تتمتع بحريتها.
حتى على المستوى الاجتماعي ارى انها تستطيع أن تقرر لحدٍ ما، فهي غير مكبوتة لا تخرج لا تدرس أو لا تختار ما تريده، نعم هناك نساء مقهورات
 و لكن هل لا زالت المرأة كما في الصورة القديمة؟ المقهورة على أمرها المغيبة، الممنوعة، المهمشة؟ لا، أنا أدخل الكثير من البيوت و المناطق و أجد على العكس أن المرأة لها صولات و جولات في البيت، في القرية، في المأتم، وبالمناسبة أنا أعتبر المأتم مؤسسة مدنية أدارتها المرأة البحرينية إدارياً و مالياً  بكل جد وأستطاعت الأستمرار.
و قد كتبتُ مقالات عن المأتم من قديم الخمسينات، تطرقت فيها إلي قدرة المرأة على أن تتأخذ قرار بأنشاء مأتم، وتأخذ على عاتقها عملية جمع الأموال والتبرعات، والبناء وأقامته، والطبخ
  والتوزيع والإدارة في اختيار المواضيع وطرحها.
فالمرأة استطاعت ان تكون علاقات اجتماعية من خلال المأتم فهي صورة ليست بسيطة بل كبيرة. استطاعت تكوين مؤسسة مدنية داخل المجتمع، فالمأتم بحد ذاته مؤسسة ثقافية اجتماعية تلمّ النساء المسنات يومياً و لها ميزانية متكاملة، والمرأة تمارس فيها كافة أنواع النشاطات من قراءة أدعية، وأقامة الصلوات، تقرأ كتب تاريخية و تخلق جيل آخر و تعلم و تورث، و أيضاً تحيي المناسبات الاجتماعية من أعراس و وفيات، و تخلق نوع من الروح الاجتماعية داخل هذه المؤسسة و هو عبارة عن ملتقى للمسنات و اللاتي سبب انشغالهن تواجدهن الدائم في المأتم صباحاً و مساءً، فهذا هو أكبر انجاز للمرأة البحرينية.
و ثانياً لا ننسى ان الرجل يعمل تحت إمرتها، اجلب كذا أحضر كذا ابني كذا، فهي التي تقرر وأستطاعت أن تبرهن
 أنها بحجم المسئولية وأحياناً يكون ذلك المأتم جزء من بيتها و تفرض ذلك على الرجل، و بكل طواعية هو من أعطاها الحق و برزت فيه على مدى السنوات. و  أنا قد لففتُ عدد كبير من المأتم و استمعت لقصص القديمات من الخمسينات اللاتي أصروا إصرارا كبيراً على المواصلة..    

 

 

 

كرزكانـ . ـكم:  في مجتمعاتنا . . نرى أن من يعيق تقدم المرأة هم اكثر من جهة . . بدأ بالمرأة نفسها و عدم إيمانها بنفسها . . ولي أمرها . . أي الزوج أو الأب . . . . المجتمع و الأعراف . . الدولة . . برأيك كيف تستطيع المرأة أن تقف في وجه كافة هذه الأطراف وتتخطى كافة المعوقات والصعوبات في ظل إمكانياتها المتواضعة؟؟

كما قلت انظري لواقعكِ و أين تريدين أن تصلي فكل عنده قيود و أحياناً النفس فيها قيود، كمشكلة التردد، أو كيفية إيصال الصوت، إذا هناك من يضع قيود على نفسه، بالطبع ليس الجميع.

ثانيا من حق ولي الأمر أن يخاف على ابنته و لا أشجع أن يعطي ولي الأمر كافة الصلاحيات لأولاده سواء بنين أو  بنات، مثلاً هل أزجّ بفتاة  عمرها 19 سنة للدراسة بالخارج و هي ليست بذلك النضج؟ أم أدعها تدرس في الداخل؟ فالأمر لا يقتصر فقط على انها فتاة وانما يختلف من شخص لآخر ومن فتاة إلي أخرى، هناك فتاة تستطيع ان تعتمد على نفسها بالخارج وهناك ولد لا يستطيع ان يعتمد على نفسه بالداخل.

ثالثا ً، الوضع الاقتصادي له دور كبير جداً، فأنا لا أقيس مجتمعنا البحريني بمجتمع الكويت الذي هو مجتمع اقتصادي كبير لديه إمكانية، فالمرأة إذا أخفقت في الزواج لديها سند، أما نحن فليس لدينا، فهناك صعوبة و في بعض الأحيان تتفقي مع خوف ولي الأمر على ابنته و عدم إفساح المجال لها  للانطلاق.

 

   

كرزكانـ . ـكم: هل تعتقدين ان الأستقلال المادي للمرأة يعزز من مكانتها سواء في البيت ام في المجتمع ؟؟

 بالطبع يساهم الأستقلال المادي في الكثير من الأمور الإيجابية ولكن لا احبذ ان تستخدمه المرأة كسلاح في وجه الآخر بقدر ماينبغي ان تعتبره وسيلة لمساعدة الآخر كالأهل و الجماعة لأن عاداتنا و ديننا الإسلامي يربي فينا عملية التضحية و النبل و الأخلاق، ولنا في سيدتنا خديجة عليها السلام قدوة حسنة.

 

 

كرزكانـ . ـكم: إذا أردنا ان نهمس في إذن المرأة، ماهو برأيك مفتاح النهوض بالمرأة؟

المفتاح من البيت و التربية السليمة الصحيحة، فإذا كانت الفتاة مهزوزة في داخل البيت بالطبع لن تستطيع تقديم شيء.

 

 

المحور الثالث : جمعية الوفاق

كرزكانـ . ـكم:   في مقالك تحت عنوان : " هل صحيح أن الوفاق تحتضر؟ "  تكلمتِ عن الضبابية التي يعيشها المواطن واللبس إزاء أداء البرلمان و ما يناط به . . ونجاح الحكومة في حرف العمل البرلماني وجعله واجهة خدمات بدلا من الاهتمام بالتشريع والرقابة على أداء الحكومة . . و أوعزتي ذلك إلي قلة مؤشرات الشفافية في البرلمان .. بينما يعزي الكثيرين ذلك إلى الحالة المادية المتردية التي يعيشها المواطن . . وتشكيلها الهم الأكبر له . . بمعنى أنه لا يريد الاستماع إلى كلام إنشائي بقدر حاجته لرؤية نتائج مادية ملموسة تصب في تحسين أوضاعه الاقتصادية. . ما تعليقك ؟ 

نعم، فالأعلام لا يعرض عمل اللجان على التلفزيون،  و نحن نراقب عن قرب عمل  اللجان و الجلسات التي غيبها  الأعلام ونعرف حجم عملهم و نستطيع تقييمه، ويفترض أن نتابع بدقة مايجري داخل البرلمان لمعرفة حجم الأداء.

 

 

كرزكانـ . ـكم:  بأعتقادنا أن الوضع المادي المتردي جعل رجل الشارع البسيط  لا يفكر إلا في النتائج المادية الملموسة.. و لا يهمه الأستماع  لجلسات الاستجواب و ما إلى ذلك؟

شيئ لا نختلف عليه فالحاجة والعوز تلح عليه سدادهمها دون الالتفات لغيرهما

 

 

كرزكانـ . ـكم: هل الخلل فقط في مستوى الشفافية 

لا بالطبع، ولكنه عامل قوي لغياب الفهم في أن دور البرلمان دور رقابة و تشريع بالدرجة الأولى...

 

 

كرزكانـ . ـكم: السؤال المطروح دائما ماذا عملت الوفاق؟ و ماذا استفدنا؟ الجميع يتطلع لنتائج ملموسة..

المشكلة تكمن في ان الناس لم تتنبه منذ البداية بأن الدخول في البرلمان قد لا يحقق الكثير من توقعاتهم.. كما أن الناس لاتدرك الوضع داخل المجلس بشكل كامل ولا تتوقع حجم المعوقات بحكم حداثة التجربة أيضا.

 

 

كرزكانـ . ـكم: هل للحالة المادية دور في ان يعيش البعض أسرى لهذه الفكرة؟

نعم، الحالة المادية لها دور و الحكومة أيضاً تلعب على هذا الجانب، مثلاً قضية الإسكان،  تستغلها الحكومة بين الحين والآخر، مثلا حين إقرار الميزانية لتظهر للمواطن العادي بأن الحكومة راغبة في التطوير ولكن هناك من يعيق العملية، ويعطل إقرار الميزانية.  

 

 

كرزكانـ . ـكم:  تقول الكاتبة سكينة العكري في نهاية أحدى مقالاتها (مانخشاه على تجربتنا الوليدة جراء الأحباطات المتراكمة والشد والجذب بين الكتل، وعدم الانسجام وعدم توافق الأولويات فضلا عن السيطرة المحكمة من قبل الحكومة على مفاصل العمل النيابي ، ينبأ بأنه لا إنجازات من الممكن تحقيقها تحت قبته) في ظل كل ما تطرقت له الكاتبة العكري . . وما يتضح للمراقبين للوضع بأن الوفاق قد أعيتها جميع الحلول . . ما هي خيارات الوفاق المتبقية ؟

كما يُقال دفع الضرر.. فهناك أمور كثيرة، لو لا وجود الوفاق لمماتت في العرف البرلماني مثلاً عملية استجواب وزير كم الاسرة الحاكمة، الخيارات المطروحة امام الوفاق هو نيل مزيد من الاستحقاقات للمواطن البحريني.

 

 

كرزكانـ . ـكم: متى سننتقل لمرحلة جلب المنفعة بدلا من دفع الضرر؟

العمل السياسي عمل شاق و طويل يحتاج لقدرات من الصبر و حزب الله مثلاً بقى عشرين سنة حتى حقق النصر، فهو يعمل منذ الثمانينات و ركز النصر بالإيمان و القوة الدافعة و وقوف المجتمع معه، و ثانياً، نحن لا نعمل من أجل دنيا، بل من أجل العمل الأخروي الصحيح، فهناك التضحيات الكبيرة و مسك الأعصاب و فيها ألاعيب السياسة، فنخطأ مرة و نقوم مرة...

 

 

 

كرزكانـ . ـكم: بمقارنة بسيطة بين ما يجري في مجلس الأمة الكويتي، ومجلس النواب البحريني، نلحظ الفروقات الشاسعة بين هذا الأداء وذاك . . إلي ما تُعزين هذا الفرق في ثقافة النواب؟ 

يوجد فرق شاسع و كبير، من ناحية الخبرة بالعمل السياسي، هم لهم باع طويل منذ عام 61 حتى الآن هذا أولاً، و النقطة الثانية الوضع المادي والاقتصادي. ثالثاً، نفعتهم الأزمة  العراقية..  كان عندهم انتكاسة في العمل البرلماني من خلال تدخل الحكومة لكن بعد العدوان العراقي أصبح هناك إصرار من قبل الشعب على حقوقه بشكل اكبر مما كان عليه.  رابعاً، الطائفية عندهم أقل حدة مما عندنا، علما بأن نسبة  الشيعة لا تتجاوز 25%.

 

 

كرزكانـ . ـكم: كيف هي الموالاة عندهم؟

طبعاً عندهم موالاة، و رأس المال و التجار يلعبان دوراً كبيراً..  ولديهم أيضا الكثير من المشاكل والمعوقات كأستغلال المناصب ومشكلة القبلية.

 

 

المحور الرابع : الشأن المحلي :

 

كرزكانـ . ـكم:  تفوق جريمة التجنيس في البحرين وما يترتب عليها . .كافة الجرائم الأخرى في حق المواطن . . كالتمييز. . وانتهاك حقوق الإنسان. . البطالة. . الطائفية . . توزيع الدوائر الانتخابية. . الخ . . ألا ينبغي على كافة القوى . . من معارضة وصحف وناشطين وأهالي . . ومؤسسات مجتمع مدني . . التكاتف في الجهود من أجل تمثيل ضغط حقيقي لإيقاف هذه الجريمة . . وهل يصح أن تستمر الوفاق بالتعاطي في الموضوع بنفس المنوال؟ ألا يجب عليها وضع خطط تصعيدية للدفع بالموضوع للأمام؟

المشكلة تكمن في ان الحكومة نجحت في تحويل القضية من قضية وطنية إلي طائفية.. وكلما حاولنا محاولة نرى الأتهامات بالطائفية تنهال علينا، بالأضافة إلي إصرار الحكومة على عدم الأفصاح عن قاعدة البيانات الصحيحة، وهذا من أصعب الأمور التي نواجهها، إذ كيف استطيع إبراز حقيقة معينة أو أن ابني عليها إذا لم يكن لدي مصدر موثوق بالمعلومة التي اطرحها.       

 

 

كرزكانـ . ـكم:   نسمع بين الحين والآخر بعض التصاريح الخجولة عن قانون الأحوال الشخصية من قبل بعض العلماء . . ذلك يعني أن الاتصالات بين الفرقاء مازالت جارية من أجل التوافق عليه . . بالمناسبة ما هو رأيك تجاه القانون؟ وهل من الممكن إفادتنا عن بعض الفروقات الجوهرية التي سيحدثها القانون وخصوصا في حقوق المرأة؟

من جانبنا نحن مصرين على أنه لا بد من ضمانة دستورية و لا زلنا على هذا البند. ويوجد لدينا حاليا تخوف من أن تعمل الحكومة على أن تنزل قانون قانون، و تلعب على تنزيل قانون واحد، ثم تنزل قانون ثاني و ثالث كما حدث في تحديد سن الزواج.

 

 

كرزكانـ . ـكم: لكنكم ترون أن الدولة ماضية في هذا الأتجاه ..

الدولة تأخذ في الحسبان موقف المجلس العلمائي و الوفاق كونها تمتلك شارع، فالذين خرجوا في المسيرة ليسوا قليلين و أعطوا رسالة واضحة للحكومة.

 

 

كرزكانـ . ـكم: ماذا بشأن موقوفي كرزكان في قضية الجيب؟  هل لديك أية معلومات في هذا الشأن؟

نحن من المتابعين لما يجري من خلال مايطرح في الجرائد و لكن ليس لدي اتصال أو معلومات بهذا الشأن.. وبالنسبة لتحركات الوفاق فأتوقع أن هناك اتصالات خاصة من النائب الشيخ حسن سلطان، و حتى على مستوى الشيخ علي سلمان هناك تحركات في هذا الجانب. و لكن هذه الحيثيات لا يُعلن عنها إلا بعد تحري الدقة. فهناك تباحثات تتدخل فيها السياسات العليا و الأمنية، ولا تستطيع الوفاق التصريح بشيء  إلا بعد التأكد 100% من إنجاز شيء.  لجوانب أمنية كثيرة و ليس لدي اطلاع كبير بحيثيات الموضوع.

 

 

المحور الخامس : الشأن العربي والإسلامي

 

 

 

كرزكانـ . ـكم:  عرضت قناة المنار منذ أيام ، تقرير مصور عن قدرات إيران العسكرية تحت عنوان (إيران تحمي نفسها) . . واستعرضت فيه بعض المناورات التي قامت بها مؤخرا بالإضافة إلى استعراض كافة أنواع القوة والاستعدادات التي تمتلكها . . يرى بعض المراقبين للوضع أن الحرب على إيران قادمة لا محالة . . وهي مسألة وقت ليس إلا أنه  في الوقت ذاته يستبعد المحللين الإيرانيين الحرب على إيران كونها ستكون حماقة كبرى من قبل الولايات المتحدة في حال أقدمت عليها . . ما هي أهم قراءات المحللين السياسيين المراقبين للوضع؟

التصريحات عملية دعائية، جس نبض، فليس كل ما يطرح في الساحة هو المقصود منه سياسياً، أحياناً المراد منه جس نبض الشارع، أو إيصال رسالة للآخر، و أحياناً بمثابة تخويف و تهويل للموضوع، بث رسالة للمنطقة أن هناك حرب من أجل التحفيز على شراء أسلحة أكثر، حالياً لا أستقرئ أن تكون هناك حرب قريبة، فالولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تدرس الوضع العام، ثانياً هي الآن تحضر لموضوع الانتخابات، فتعمل على تحفيز الشارع الأمريكي لخوض الانتخابات لجهة معينة دون أخرى، هذه قراءتي و تصوري.

و أيضاً الإيرانيون ظهروا و برزوا بقوة و لديهم رسالة واضحة أنهم موجودون، حتى الذين لصقوا على المدمرة في الخليج كانوا يعملون صيانة للمدمرة من الأسفل و اكتشفوا أنه مكتوب عليها " will reach you" ، معنى سنصل إليكم، معناه أنهم يستطيعون تدميرها، و هذا الإعلان لا يظهر بشكل كبير، فهناك رسائل من الطرفين، و كل شيء متوقع فقد تقع أحدث خلال سنتين فالأحداث في هذا العالم سريعة الوتيرة. فلا ندري ما سيحدث من الآن لغد، أمريكا عندها إستراتيجية معينة لكنها ربما تبدأ بالحدث (باء) قبل (ألف) على حسب الوضع..... تحرّك ماذا و توقف ماذا، كما حدث في لبنان و أصبح انعكاس عليها.

 

 

 

كرزكانـ . ـكم: إلي أين تسير الأمور في لبنان وخصوصا في ظل التدخلات الأجنبية والعربية . . و خصوصاً تجاه سلاح المقاومة؟

حزب الله مؤمنون و قادرون، فهم يمتلكون الإيمان و القدرة، ولا مخافة عليهم و نحن معهم إن شاء الله.

 

في نهاية اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر الأستاذة القديرة رملة عبد الحميد على شفافيتها و إعطاءنا جزء  من وقتها الثمين لإتحافنا بهذا اللقاء المفيد  متمنين لها دوم التوفيق و العطاء في خطاها السياسية.

 

 

:: الصفحة الرئيسية :: شواطئ كرزكان :: مجلة أخبار القرية :: فيديو كرزكانـ.ـكمـ ::